{إِذَا زُلْزِلَتِ الأرض زِلْزَالَهَا} اضطرابها المقدر لها عند النفخة الأولى، أو الثانية أو الممكن لها أو اللائق بها في الحكمة، وقرئ بالفتح وهو اسم الحركة وليس في الأبنية فعلال إلا في المضاعف.{وَأَخْرَجَتِ الأرض أَثْقَالَهَا} ما في جوفها من الدفائن أو الأموات جمع ثقل وهو متاع البيت.{وَقَالَ الإنسان مَا لَهَا} لما يبهرهم من الأمر الفظيع، وقيل المراد ب {الإنسان} الكافر فإن المؤمن يعلم ما لها.{يَوْمَئِذٍ تُحَدّثُ} تحدث الخلق بلسان الحال. {أَخْبَارَهَا} ما لأجله زلزالها وإخراجها. وقيل ينطقها الله سبحانه وتعالى فتخبر بما عمل عليها، و{يَوْمَئِذٍ} بدل من {إِذَا} وناصبهما {تُحَدّثُ}، أو أصل و{إِذَا} منتصب بمضمر.{بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا} أي تحدث بسبب إيحاء ربك لها بأن أحدث فيها ما دلت على الأخبار، أو أَنطقها بها ويجوز أن يكون بدلاً من إخبارها إذ يقال: حدثته كذا وبكذا، واللام بمعنى إلى أو على أصلها إذ لها في ذلك تشف من العصاة.{يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ الناس} من مخارجهم من القبور إلى الموقف. {أَشْتَاتاً} متفرقين بحسب مراتبهم. {لّيُرَوْاْ أعمالهم} جزاء أعمالهم، وقرئ بفتح الياء.{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} تفصيل {لّيُرَوْاْ} ولذلك قرئ: {يُرَهُ} بالضم، وقرأ هشام بإسكان الهاء ولعل حسنة الكافر وسيئة المجتنب عن الكبائر تؤثران في نقص الثواب والعقاب. وقيل الآية مشروطة بعدم الإحباط والمغفرة، أو من الأولى مخصوصة بالسعداء والثانية بالأشقياء لقوله: {أَشْتَاتاً}، وال {ذَرَّةٍ} النملة الصغيرة أو الهباء.عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة إذا زلزلت الأرض أربع مرات كان كمن قرأ القرآن كله».